اللهم اجعله خير ...

في يوم م الايام كان فيه ( مصري ) ابن الست السورية اللي اتجوزت جوزها المصري ...اللي حبته اوي ...
وف شهور وحمها طلبت من زوجها تسمي ابنها اللي جالها بعد صبر سنين طوال ( مصري ) ...

غير انها طلبت منه لما كبر يسمي اكبر ولد في اولاده مصري ...وكذلك ولاده من بعده....
و ف يوم....فرح( مصري ) اوي باللي عمله محمد علي ف المماليك بعد جلاء الفرنساويين ونابوليونهم....وقال خلاص فرجه قريب ....والفرحة بانت ...والامل ملا الدنيا في عينيه ....
بس الامل اتسرق مع الفرحة ....والضيق والهم ركبوه لما محمد علي سرق ارضه ووزعها علي مماليكه الجداد بعد ما علق راس محمد كريم مفصولة عن جسمه .....
ومن يومها لو ضحك او سمع ضحك كان يقول.... اللهم اجعله خير...
بس البركة ف ابنه ( المصري ) ....اللي حضر علقة رشيد لفريزر وحملته ....بزيت مغلي وحجارة ونبابيت فنوا جيش الانجليز ....كانت فرحته بالدنيا كلها ....وكان نفسه ياسر ملك الانجليز زي ما جده الكبير اسر ملك الفرنساويين في المنصورة ..... بس ملك الانجليز مكانش في الحرب.
بس برده فرحته راحت لما جنود محمد علي خطفوا عليوه ابنه ....
وكان امله في ابنه ( مصري ) اخر حد طلب يشوفه قبل ما يموت في وبا الكوليرا .....
وهو بيقول.... اللهم اجعله خير....
وبعدها بسنة ابنه ( مصري ) اللي فتح مع ابراهيم باشا عكا .....وحارب فتنة الوهابية في الدرعية ....وعرف العالم انه ( مصري ابن المصري ) خير اجناد الارض ...خصوصا لما اتعين في الاسطول احدث سلاح في الجيش المصري ....
كانت هو كمان فرحته بالدنيا ....ومليان امل في بكره ....
لكن الهم ركبه بعد اتفاقية لندن علي مصر ...الروس والانجليز والعثمانلية اتفقوا عليه وعلي الاسطول المصري ....
ومن يومها وهو ساكت ...مايقولش غير .... اللهم اجعله خير....
واهو البركة في ابنه البكري ( المصري ) ....اللي التحق بالجندية بعد وفاة ابوه .....وكان من حظه انه يسافر المكسيك مع 453 جندي بعد اوامر الخديوي سعيد ....ورغم انه كان نفسه يحارب الانجليز والفرنساويين اللي قهروا ابوه ....وانه كان رافض يحارب مع جيش الفرنساويين والانجليز....ضد اهل تكساس اللي كانوا عايزين يخرجوا من حكم المكسيك وينضموا للولايات المتحدة ....
لكنه وعلي مدار ست سنين متواصلة حارب بشرف وببسالة وخد نياشين واوسمة كان دايما يصرهم ف منديل...متطرز عليه ( اللهم اجعله خير )...وهو كله امل يروح يحطهم علي تربة ابوه ....عشان يفخر بيه ...زي مازمان كان ابوه بيديله نياشينه بعد مايرجع من كل معركة ....
وكانت فرحته ماتتوصفش لما قالوله انه خلاص ....راجع مصر ....لكنه عرف ان اخوه اتاخد في السخرة في حفر القناة ومات ....
و في هجمة من الهجمات .... جاله قضاه وحصل 140 جندي من زمايله ماتوا واتدفنوا في غربتهم.....
ومارجعش منه غير المنديل.... لابنه ( مصري )...
واهو ابنه ( مصري ) واقف مع عرابي في الهوجة قدام الخديوي توفيق ..... عرابي ع الفرس ....والخديوي متحامي في الانجليز اللي قتلوا جدوده .... والبلد كلها قامت وماقعدتش الا لما اتشكلت وزارة البارودي ....وزارة الثورة ....وغصب عن الخديوي والانجليز....
وفرحت مصر ...وفرح (مصري ) ....وعرف طعم الفرحة ....
بس بعديها بسنة واحدة .... الانجليز دخلوا ف حرب ضد عرابي بعد ماتوفيق الخديوي خانه ....ومات مصري في التل الكبير ومافضلش من المنديل اللي ف جيبه غير تطريز ( اللهم اجعله خير )...
وابنه (المصري ) هتف لسعد زغلول .... وفرح برجوعه ... واتقهر بعد ماعملوا دستور 1930 ...
بس ابنه (مصري ) حارب في الفالوجة مع ناصر ....ولما رجعوا مصر كان معاه ....وقامت ثورة 52 وفرح مصري ....وحارب العدوان الثلاثي ضد اللي قتلوا جدوده الانجليز والفرنساويين ومعاهم اليهود المرادي ....وانتصر عليهم مع كل اهل السويس .... ومصري فرح اكتر واكتر ....
بس جت النكسة ....واتقهر ....
ابنه ( المصري ) الله يباركله ....هو اللي حارب في 73 ..... ومن قبلها ف الاستنزاف ....وشاف الفرحة تاني بترجع لكل مصر .....
لحد ماشاف بعينه اللي عمله السادات في 77 ....وبعدها لما اغتالوه في المنصة ....
شاف ولاد اخواته بتسافر للخليج تشحت لقمة...فسافر زيهم بعد ماضاع حقه ...والباشوات قسموا سينا علي نفسهم ....شاف المرر من الكفيل ....رجع بقهرته وسكت ....
وفضل يقول اللهم اجعله خير .....
توقف لحظة عن قصته التي يرويها ....ثم استطرد ...
وده باه يبقي ابويا .... المصري بن مصري بن المصري بن مصري بن المصري ....ابن المصري الكبير .....ودي حكاية عيلتي ....
عرفت باه ...لما مشينا م الميدان في فبراير بعد الثورة ..... ليه كنت بقول ...الهم اجعله خير ..
ابقي اسال عليا ...
علي اخوك ....مصري.